بعد اسقاط الدولة السعودية الاولى علي يد ابراهيم باشا من حملات الوالي محمد علي باشا، ارسل ابراهيم باشا الامير عبد الله بن سعود اخر حاكم للدولة السعودية الاولى الى مصر ومعه رجال من امراء من آل سعود و بعض من اسرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس الدعوة السلفية ومن ثم تم ترحيله الي تركيا واعدام عبد الله بن سعود هناك بامر من الحاكم العثماني .
ودمرت في ذلك الوقت قوات ابراهيم باشا الدرعية ونشرت التدمير ايضا في باقي البلدان المجاورة ونشر اعمال التفرقة فانتشر الخراب في وسط شبه الجزيرة العربية. في تلك الاحيان هنالك ايضا من استطاع الهروب من آل سعود من الدرعية الي نجد ومن اهم تلك الشخصيات تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وابن عمه عمر بن عبدالعزيز بن محمد وأولاده.
واخذ ابراهيم باشا بارسال قواته الي مناطق كثيرة منها نجد لفرض سيطرته فجاء اليه شيوخ نجد معلنة الولاء للوالي المصري محمد عل باشا في ذلك الوقت ولما اطمئن ابراهيم باشا في ذلك الوقت انها قضي علي آل سعود وكسر شوكتهم عاد الي مصر عام 1819 هجري 1235 ميلادي . عمت الفوضى وكثرت الفتن وبدأ الجميع في تصفية الحسابات والانتقام .
ولكن بالرغم من كل تلك الفوضى والخراب التي حلت بمنطقة شبه الجزيرة العربية لم ينسي الناس ولائهم وجبهم تجاه الدولة السعودية ورسالة ودعوة آل سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب في نصرة الدين واعلاء مقامه دائما . قامت عدة محاولات من قبل انصار آل سعود والدولة السعودية الاولي والرجال المخلصين لارجاع حكم الدولة السعودية مرة اخرى.
انقسم الأهالي إلى ثاث فئات، الأولى: كانت موالية لجيش محمد على، وكان دافعها للموالاة هو الخوف من بطش قوات محمد علي، والثانية: أظهرت بعض المقاومة، ولكنها لم تستطع الصمود أمام إمكانات جيش محمد على، أما الثالثة: فلم تستطع المقاومة، ولم ترض بالاستسام، ففضلت هذه الفئة الرحيل عن المناطق التي وقعت تحت نفوذ جيش محمد علي.
أوضاع البلاد قبل قيام الدولة السعودية الثانية
أعمال إبراهيم باشا بعد سقوط الدولة السعودية الأولى:
قام بقتل عدد من الزعماء السياسيين والعلماء، وأسر مجموعة منهم وأرسلهم إلى مصر، كما قام بهدم الدرعية وأسوارها خوفاً من أن تحصن فيما بعد وتقوم مرة أخرى، كما قام بالأمر نفسه في المدن الأخرى للغرض نفسه، وارتحل إبراهيم باشا عن الجزيرة العربية سنة 1235 هـ/ 1820 م، وترك جيشاً محدوداً في نجد لجمع الضرائب.
بدأت بوادر ظهور قوى في المنطقة وهي كالتالي:
بنو خالد في الأحساء قبل قيام الدولة السعودية الثانية:
عاد ماجد بن عريعر، وهو من زعماء بني خالد الذين كانوا حكام الأحساء قبل قيام الدولة السعودية الأولى، وقد توجه ماجد بن عريعر إلى الأحساء وتسلم مقاليد
السلطة فيها.
ولم يتركه إبراهيم باشا، فقد أرسل إليه فرقة بقيادة محمد كاشف، ولم يعلن ابن عريعر المقاومة أو الاصطدام وإنما انسحب إلى الحدود الشمالية من الجزيرة العربية، لكي يعود متى ما عادت فرقة إبراهيم باشا، وبالفعل فقد أخذت قوات محمد علي ما في الباد من ذخائر وأموال للدولة السعودية الأولى، وبعودة إبراهيم باشا إلى مصر تكون قوات محمد علي باشا قد انسحبت من الأحساء، وعاد ماجد بن عريعر إليها وبسط نفوذه من جديد.
آل معمر في نجد قبل قيام الدولة السعودية الثانية:
بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، كان هناك محاولة لتكوين دولة، وهذه المحاولة قام بها محمد بن مشاري بن معمر، الذي يمت بصلة قرابة لآل سعود، فقد كان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود خال محمد بن مشاري بن معمر، وكانت هناك عدة عوامل مشجعة لمحمد بن مشاري على تأسيس دولة في الدرعية وهي:
- محمد بن مشاري كان من الذين سلموا من الأسر والتنكيل من قبل قوات محمد علي، فقد لجأ إلى العيينة التي لم تتعرض لما تعرضت له الدرعية.
- خلو المنطقة من الزعمات السياسية وبالأخص من آل سعود.
- الرصيد التاريخي الذي كان يتمتع به محمد بن مشاري، حيث كانت إمارة آل معمر في العيينة، من أقوى الإمارات النجدية قبل ظهور قوة الدرعية.
- صلة القرابة التي كان يتمتع بها مع آل سعود.
سبب اختيار محمد بن مشاري بن معمر للدرعية:
من المؤكد أن سبباً إستراتيجياً جعل محمد بن مشاري يختار الدرعية، وهو حرصه ألا يشعر الناس أنه يبحث عن مجد شخصي له بقدر ما هو حريص على إحياء الدولة، وتوفّر الأمن والاستقرار للمنطقة، كما كان في عهد الدولة السعودية الأولى، بالإضافة إلى أنه لو انطلق من العيينة لكثر المعارضون له، بينما الدرعية ستوفر له الكثير من المؤيدين والمناصرين حتى من آل سعود.
موقف الأهالي من محاولة ابن معمر:
وجد محمد بن مشاري التأييد من سكان نجد، لكن بعضهم رأى أن حركة ابن معمر إيذانًا بعودة قوات محمد علي باشا من جديد، لذلك رأى البعض أنه لابد من الاتصال ببني خالد في الأحساء لكي يقضوا على حركة ابن معمر.
وبالفعل فقد توجه ماجد بن عريعر إلى نجد ووصل العارض والخرج، وتبعه الناس، لكن ابن معمر امتص غضب ابن عريعر عن طريق إرسال رسالة محملة بالهدايا، يعلن فيها التبعية للدولة العثمانية.
ازدادت شعبية ابن معمر بعد هذا التصرف، فعاد الكثير من الذين هربوا وقت الغزو من نجد، ومن هؤلاء الإمام تركي بن عبدالله، وأخوه الأمير زيد بن عبدالله، ووقفوا بجانب ابن معمر، ما جعله يُدخلُ حريماء في طاعته وبعض البلدان النجدية.
ظهور مشاري بن سعود على مسرح الأحداث:
مشاري بن سعود هو أخو آخر أئمة الدولة السعودية الأولى الإمام عبدالله بن سعود، وكان الأمير مشاري من الذين أٌسِروا من قبل الجيش المصري، لكنه تمكن من الهرب فيما بن المدينة المنورة وينبع، وبعودته أصبح الوريث الشرعي للحكم في نجد، فانضم إليه الأنصار، وعاد إلى الدرعية مما اضطر محمد بن مشاري بن معمر إلى التنازل عن الحكم له، ومع زيادة قوة مشاري ونموها، أضمر ابن معمر له الشر، لأن الأمر لم يكن هيناً عليه، وفي أثناء خروج الأمير مشاري بن سعود من المرض وزيارة أقاربه، بينما كانت الحقيقة تؤكد أنّه ذهب لجمع الأنصار من حوله.
وفي المقابل علم محمد علي باشا في مصر بما يقوم به الأمير مشاري بن سعود من توحيد جديد للدولة، فأرسل فرقة بقيادة أبوش أغا وصلت إلى عنيزة، فأرسل محمد بن مشاري بن معمر لأبوش أغا يعلن التبعية لمحمد على، وفي هذه الأثناء كان ابن معمر قد قبض على مشاري بن سعود وهو في عودته من الخرج، وعاد لحكم الدرعية.
لكن الأمور لم تستقر لمحمد بن مشاري بن معمر؛ لأنه قام بتسليم مشاري بن سعود لقوات محمد علي، والذي توفي لاحقًا في السجن، مما أغضب الإمام تركي بن
عبدالله الذي كان أميراً على الرياض.
قيام الدولة السعودية الثانية
الإمام تركي بن عبدالله قرر مواجهة محمد بن مشاري بن معمر، بعدما فعل فعلته بالأمير مشاري بن سعود، فانطلق الإمام تركي بن عبدالله من بلدة الحائر، ومن ثم إلى ضرما، وانضم حوله الأنصار ثم توجه إلى الدرعية، وقام بأسر محمد بن مشاري بن معمر وابنه مشاري بن محمد.
وقد كان ما فعله محمد بن مشاري بالأمير مشاري بن سعود دافعاً قوياً للإمام تركي بن عبدالله لأن يقوم بما كان يهدد به، وهو قتل ابن معمر وابنه، وبالفعل هذا ما حدث ثأراً لمشاري.
الرياض عاصمة الدولة السعودية الثانية:
بعد استقرار الأمر للإمام تركي بن عبدالله، قرر تحويل العاصمة من الدرعية إلى الرياض، وذلك لعدة أسباب:
أولاً: معرفة الإمام تركي بن عبدالله أسوار الرياض ومكانتها، حيث كان أميراً عليها قبل الأمير مشاري بن سعود، فكانت دافع اطمئنان له أكثر من الدرعية.
ثانيا : عدم صلاحية الدرعية عاصمة بعد تدميرها وانتقال عدد من السكان منها إلى غيرها.
ثالثا : ربما أراد الإمام تركي بن عبدالله أن تبقى الدرعية دلالةً على الماضي والاعتبار بما حدث والتعرف على الماضي.
الإمام تركي بن عبدالله وجهوده في تأسيس الدولة السعودية الثانية:
تفرقت البلاد قبل بداية عهد الإمام تركي إلى عدة قوى سياسية مختلفة، وكان عليه أن يبدأ بحمات توحيد البلاد، كما فعل الإمام محمد بن سعود في بداية توحيد الدولة السعودية الأولى.
أبرز الخصوم الذين واجههم الإمام تركي:
أولاً: الأشراف:
قوة الأشراف كانت تمثل الدولة العثمانية في الحجاز، وعلى الإمام تركي بن عبدالله أن يكون حذرًا، وألا يصطدم بقوة الأشراف لأنه سوف يعرض بداية حكمه للخطر، وكان عليه الحذر من أن يحدث ما حدث في عهد الدولة السعودية الأولى من إثارة للدولة العثمانية.
ثانيا : بقايا جيش محمد علي:
حاولت قوات محمد علي عدة محاولات للقضاء على قوة الإمام تركي بن عبدالله وأرسلوا عددًا من القوات بقيادة أبوش أغا وحسن بك، وانضمت قوات أبوش أغا وحسن بك معاً، وحاصروا الإمام تركي في الرياض حتى هرب منها، وقام الإمام بجمع الشتات من جديد وإجبار قوات محمد علي على الانسحاب، وعاد الإمام تركي إلى الرياض، واستقر بها نهائيا منذ عام 1240 هـ/ 1824 م، وقد قامت قوات محمد علي بعقد صلح مع الإمام تركي على أن تغادر نجدًا بعد أن يعمل تركي على تسهيل خروجهم من الرياض ومناطق نجد.
وبعد رحيل قوات محمد علي، أتى الناس ليبايعوا الإمام تركي بن عبدالله، وتوافد بعض ممن سجنوا في مصر والهاربن إلى الإمام، وكان من هؤلاء حفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكان من الذين سجنوا في مصر، وهو الشيخ عبدالرحمن بن حسن الذي أصبح ساعد الإمام تركي الأيمن، كما عاد الإمام فيصل بن تركي من مصر، حيث اعتمد عليه والده في حملات التوحيد.
ثالثا : بنو خالد في الأحساء:
بعد أن استتب الأمر للإمام تركي اتجه نظره إلى الأحساء، وكان لهذا الاتجاه أسبابه، وهي:
- أن مناطق الأحساء كانت جزءًا من الدولة السعودية.
- تعتبر الأحساء منفذاً مهماً على الساحل، فكانت الأحساء بالنسبة للإمام تركي تمثل أهمية اقتصادية لبلاده.
لذلك توجه نظر الإمام إلى الأحساء، التي كانت تحت حكم بني خالد، وحدثت عدة مناوشات في سنتي 1242 هـ/ 1826 م، و 1245 هـ/ 1829 م، وأمر الإمام ابنه فيصل بقيادة القوات لمواجهة جيش ماجد بن عريعر وأخيه محمد، وتقابل الجيشان في موقعة السبية في سنة 1245 هـ/ 1830 م، وقتل فيها ماجد، واستطاع الإمام فيصل بن تركي الانتصار، وأخذ ما كان لجيش بني خالد من أموال وأغنام وإبل، وكتب الإمام تركي إلى ابنه فيصل، بأنه سوف يأتي إلى الأحساء كي يبايعه أهلها، وهرب بنو خالد من الأحساء، ودخلها الإمام دون مقاومة، وأعلنت المناطق المحيطة بالأحساء التبعية للإمام تركي.
نهاية عهد الإمام تركي:
كانت نهاية عهد الإمام تركي بن عبدالله،باغتياله على يد أحد خدم مشاري بن عبدالرحمن بن حسن بن مشاري بن سعود بن محمد بن مقرن، وهو ابن أخت الإمام تركي بن عبدالله، وكان مشاري بن عبدالرحمن من ضمن الأسرى في مصر، وعند عودته إلى نجد، ولَّه الإمام تركي على منفوحة، وقد عزله الإمام عن منفوحة بعد وشاية تفيد بأن مشاري يدبر مؤامرة ضد الإمام للإطاحة به.
وفي سنة 1246 هـ/ 1830 م حاول مشاري التحرك ضد الإمام تركي ولكنه فشل في ذلك، فلجأ لدى الأشراف، ولكن الشريف محمد بن عون رفض مساعدته وبقي حتى سنة 1248 هـ/ 1832 م، وبعدها عاد إلى نجد وتحديداً إلى القصيم، وقد تقدم إلى الإمام بطلب الشفاعة، فعفى عنه.
دخل الأمير مشاري الرياض وهو ما زال يُضمر الشرَ ضد الإمام، وفي سنة 1249 هـ/ 1833 م، استغل مشاري خلو الرياض من القوات التي كانت مشغولة بحملة على الأحساء بقيادة الإمام فيصل بن تركي، وقد اتفق مشاري مع مملوكه إبراهيم بن حمزة لقتل الإمام، وبالفعل قام ابن حمزة بقتل الإمام تركي بن عبد الله بعد خروجه من صلاة الجمعة، وبعد ذلك استولى الأمير مشاري على القصر، وصل الخبر إلى الإمام فيصل بن تركي، واجتمع مع عدد من قادته وقرروا الذهاب إلى الرياض، وقد تيسر للإمام فيصل بن تركي السيطرة على الوضع في الرياض، وإعادة الحق بقتل الأمير مشاري.
الإمام فيصل بن تركي في الدولة السعودية الثانية (الفترة الأولى)
1249 هـ/ 1833 م – 1254 هـ/ 1838 م
بعدما قَتَل الإمام فيصل الأمير مشاري بن عبدالرحمن، توافد الناس إلى الرياض لمبايعته على الحكم.
أهم أعمال الإمام فيصل بن تركي بعد توليه حكم الدولة السعودية الثانية:
أولاً: دعوة القضاة:
قام الإمام فيصل بن تركي بتوجيه دعوة للقضاة في البلدان إلى الرياض، وأكرمهم، وحثهم على الاجتهاد في العمل والعدل بن الناس.
ثانيا : خطابه للرعية:
وجه الإمام خطاباً عاماً للرعية يدعوهم فيه إلى اتباع مبادئ الشريعة الإسامية، والحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثالثا : أخذ الزكاة:
قام بالدعوة إلى دفع الزكاة، وذلك لأن الزكاة ركن من أركان الإسام، وهي دخل مهم للدولة، ولأن دفع الزكاة، يدل على صدق التبعية للدولة. فمن يمتنع عن دفع الزكاة فهو متمرد على الدولة، لذلك عندما امتنعت بعض القبائل عن دفع الزكاة، أرسل الإمام القوات إليها وأعلن الحرب على من تمرد ورفض دفع الزكاة، حتى أعلن المتمردون الولاء للدولة، وكانت هذه خطوة إيجابية استطاع الإمام فيصل بها توطيد الحكم، وإعادة الوحدة للبلاد من جديد.
رابعا : تعيين عبدالله بن رشيد على حائل:
كان تعين عبدالله بن رشيد على حائل من باب المكافأة الشخصية له، بسبب موقفه الإيجابي في حصار الأمير مشاري بن عبدالرحمن، ورؤية الإمام بأنه شخصية قادرة
على إدارة الأحداث.
وكان تعين عبدالله بن رشيد على حائل بذرة لنواة قوة سياسية في المنطقة أصبح لها دور كبير في الأحداث، خاصة في نجد، بعد سقوط الدولة السعودية الثانية على أيديهم، إلى قيام الدولة السعودية على يد الملك عبدالعزيز.
خامسا : حل المشكلات التي كانت في نهاية عهد والده:
بعد أن وطَّد نفوذه في وسط الجزيرة العربية، وجه الإمام فيصل أنظاره إلى شرق الجزيرة العربية التي كانت ثائرة في عهد والده ووطَّد الأمن فيها، كذلك القبائل المتمردة التي تمكَّن الإمام بقوته وحزمه من إجبارها على الولاء والطاعة للدولة.
موقف الإمام فيصل من تحركات محمد علي:
تمثل موقف الإمام فيصل في أمرين:
- محاولة تجنب الاصطدام المباشر بقوات محمد علي باشا، واحتواء الأزمة بالطرق السلمية.
- أخذ الحيطة والحذر لمواجهة مرتقبة مع قوات محمد علي.
أرسل محمد علي مندوباً إلى الإمام فيصل بن تركي يطلب منه تزويد قوات محمد علي باشا بما تحتاجه في سيرها إلى نجد وشرق الجزيرة العربية، وما كان إرسال المندوب إلا افتعالاً لأزمة بينه وبن الإمام، مما جعل الإمام يرفض طلب محمد علي، وكان رفضه لسببين هما:
- يعلم الإمام فيصل بأنه إذا ساعد قوات محمد علي سيكون هو هدفاً له فيما بعد، سواء أكان ذلك عاجلاً أم آجلاً.
- يعلم الإمام بأن المؤن والمساعدات التي سوف يعطيها الجيش ستوجه ضد جنوب الجزيرة العربية التي يربطها مع الدولة السعودية الثانية علاقات حسنة.
مع ذلك لم يكن رد الإمام جافاً، بل قام ببعث الأمير جلوي بن تركي إلى ممثل محمد علي محماً بالهدايا، وكان ذلك عماً دبلوماسياً من الإمام فيصل بن تركي أملاً منه في منع قوات محمد علي من التحرك نحو نجد، لكن محمد علي لم يكن ينوي إلا إشعال الفتنة، فقام بالاحتفاظ بجلوي بن تركي لديه رهينة لضمان تحركاته في الجزيرة.
نهاية عهد الإمام فيصل بن تركي في الفترة الأولى من حكم الدولة السعودية الثانية:
لم يلبث الإمام فيصل في حكمه حتى سير عليه محمد علي باشا حملة عسكرية ضده، وقد اختلف سبب الغزو الجديد عن سابقه في عهد الدولة السعودية الأولى،
حيث كان في عهد الدولة السعودية الأولى بإيعاز من الدولة العثمانية لمحمد علي، الذي كان رأس حربة قاتلت بها الدولة العثمانية، أما الغزو الجديد فهو لأطماع وتوسعات شخصية لمحمد علي في تكوين إمبراطورية عربية عظمى، حيث إنه وصل الأناضول بنفوذه ووصل السودان واليونان، فكان يرمي إلى الوصول إلى الخليج العربي.
استخدم محمد على باشا في غزوه الجديد أسلوباً يختلف عن سابقه، حيث استغل شخصية من أفراد الأسرة السعودية، وهو الأمير خالد بن سعود شقيق آخر أئمة الدولة السعودية الأولى الإمام عبدالله بن سعود، وكان خالد من الذين أسرتهم قوات محمد علي باشا بعد احتلالها الدرعية عام 1233 هـ/ 1818 م .
وضع محمد علي الأمير خالد بن سعود على رأس القوات القادمة إلى الجزيرة العربية ليوضح أن الباد لن تحكم إلا من أسرة آل سعود، وهذا ما سيعطي البعض قبول الغزو الجديد، خصوصاً وأن الأمير خالد بن سعود يرمي إلى إقناع الناس بهذا الغزو، وبالفعل وجد ذلك قبولاً لدى البعض بسبب الخوف من أن يكون مصيرهم كمصير من سبقوهم في الحمات السابقة.
تحركات إسماعيل بك وخالد بن سعود:
جهز محمد علي حملة عسكرية بقيادة إسماعيل بك من ناحية فعلية، ومن ناحية اسمية بقياد الأمير خالد بن سعود، زحفت قوات الحملة من الحجاز إلى القصيم، واستقر رأي الإمام فيصل بعد عزم محمد على الحرب، على أن يتحرك هو ومن معه من أهالي نجد، وفضل عدم الانتظار في الرياض، ووضع جبهة متقدمة لمواجهة قوات محمد علي، وتحرك نحو القصيم، وأقام في عنيزة، وانضمت إليه بقية القبائل والبلدان، ثم اتجه إلى رياض الخبراء، وأقام فيها عشرين يوماً، لكن بوادر الهزيمة ظهرت في قوات الإمام، بسبب ويات غزو قوات محمد علي، وما علق في أذهان الناس من خوف، فدبت الفوضى في قوات الإمام، وقرر العودة إلى الرياض، ووجد أن الأمر أسوأ بكثير، فقرر الإمام ترك المنطقة بكاملها والتوجه نحو الأحساء، وتقدمت قوات محمد علي باشا واستطاعت الاستيلاء على القصيم، وانتقلت منها إلى حائل، واستطاعت انتزاع الحكم من عبدالله بن رشيد، وتعين
أحد الحكام السابقين وهو عيسى بن علي، وعادت تلك القوة وانضمت إلى قوات محمد علي باشا، ثم توجه خالد بن سعود وإسماعيل بك إلى الرياض، ودخلوها دون مقاومة تذكر، والذين لم يرضهم الاستسام قرروا الخروج من الرياض إلى الخرج والحريق وحوطة بني تميم، وحاولوا تكوين جبهة لمقاومة الأمير خالد بن سعود، توجهت قوات خالد بن سعود وإسماعيل بك إلى جنوب الرياض، لمواجهة المقاومين، حيث تواجه المقاومون مع القوات المصرية، وهزم جيش محمد على في الحلوة، وعاد إلى الرياض بعد الهزيمة، وكان هذا الحدث من الأحداث المهمة التي أثرت في سير الأحداث لفترة مؤقتة.
ما حدث كان كفيلاً برفع معنويات الإمام فيصل، مما دفعه إلى أن يتوجه إلى جنوب الرياض لينضم إلى المقاومن لكن الأمور لم تتجه كما كان يتوقع حيث استطاع الأمير خالد بن سعود أن يضم قبائل سبيع وقحطان التي رجحت كفة خالد بن سعود، واضطر الإمام فيصل بن تركي الذي كان محاصرا لخالد بن سعود في الرياض إلى فك الحصار.
ومما رجح كفة القوات المصرية بشكل كبير، وصول حملة جديدة بقيادة خورشيد باشا، الذي سار من الحجاز إلى القصيم، حتى وصل إلى جنوب الرياض حيث الإمام فيصل، وفي أثناء سير الحملة الجديدة إلى الرياض، استغل عبدالله بن رشيد الظروف وقابل خورشيد باشا في المدينة المنورة، وطلب منه المساعدة لاسترداد حائل من عيسى بن علي مقابل تأييد الحملة المصرية، وبالفعل أمده خورشيد بالقوة التي أعادت حكم حائل إليه.
وعند وصول قوات خورشيد باشا إلى جنوب الرياض وخصوصا الدلم، علم الإمام بأنه لا يستطيع مقاومة الحملة الجديدة فاضطر الإمام إلى الاستسام وعقد الصلح، والرضا بتولي الأمير خالد بن سعود، وأخذ الإمام فيصل إلى مصر وسجن هناك، وكان ذلك سنة 1254 هـ/ 1838 م.
تخلي قوات محمد علي باشا عن خالد بن سعود:
محمد على يهدف إلى إقامة إمبراطورية عربية في الشام والجزيرة العربية، والتغلغل في أراضي الدولة العثمانية، لكن الدول الكبرى لم تترك محمد علي يتحرك في الجزيرة العربية، كما يحلو له حتى يصل إلى مناطق نفوذها، وكان ممن وقف في وجه محمد على بريطانيا، وصدر في معاهدة لندن سنة 1256 هـ/ 1840 م، بند يقضي بانسحاب قوات محمد علي من الجزيرة العربية والشام، وهذا ما حدث بالفعل عندنا انسحبت قوات محمد علي من المنطقة وأصبح الأمير خالد بن سعود بلا قوة تدعمه.
ظهور عبدالله بن ثنيان على مسرح الأحداث:
لم يستمر خالد بن سعود أكثر من عام بعد رحيل قوات محمد علي باشا، حيث كانت نهاية حكمه على يد الأمير عبدالله بن ثنيان آل سعود الذي كان على خلاف مع الأمير خالد بن سعود، فبعد أن اطمأن عبدالله بن ثنيان من انسحاب قوات محمد علي باشا خرج على خالد بن سعود بعد أن كان خالد يصطحبه في غزواته، وكان خروج عبدالله نحو قبائل المنتفق، ومن ثم إلى الحائر، وجمع الأنصار ضد خالد، فكان ذلك سهلاً على عبدالله بن ثنيان لأن خالد بن سعود لم يكن له قاعدة صلبة في حكمه والكثير من الناس يتمنى رحيله، لأن وصوله إلى الحكم كان عن طريق محمد علي.
وجهز الأمير عبدالله بن ثنيان قوة هاجم بها الرياض، وهرب خالد بن سعود إلى الأحساء ومنها إلى الكويت ومن ثم إلى مكة، وامتد حكم ابن ثنيان من نجد حتى الأحساء ومناطق عُمان، إلا أن حائل والقصيم لم تذعنا له.
عودة حكم الإمام فيصل بن تركي في الدولة السعودية الثانية (الفترة الثانية)
1259 هـ/ 1849 م – 1282 هـ/ 1866 م
عندما كان الأمير عبدالله بن ثنيان يسير شرقاً وغرباً محاولاً السيطرة على أكبر بقعة في الجزيرة العربية، حدث ما لم يكن يتوقعه، وهو عودة الإمام فيصل بن تركي من مصر سنة 1259 هـ/ 1843 م، حيث اتجه مباشرة إلى حائل، وذلك لسببين هما:
- أولاً: علاقة الإمام فيصل القوية بعبدالله بن رشيد أمير حائل.
- ثانياً: لأنها أقرب المناطق النجدية من جهة شمال الحجاز.
وقد استقر الإمام في حائل، وكتب إلى أمراء نجد، وطلب منهم الانضمام إليه، فبادر الأمير عبدالله بن ثنيان بالاتجاه إلى القصيم ليحول بينها وبن الإمام فيصل، وليثني أهلها عن الانضمام إلى جانب الإمام، لكن الأمور لم تسر كما أراد عبدالله بن ثنيان فعاد إلى الرياض كي يتحصن بها.
تحرك الإمام فيصل من حائل إلى القصيم ومن ثم إلى الرياض، وازداد نفوذه ومركزه، وحاصر الأمير عبدالله بن ثنيان في الرياض، مما اضطره إلى الاستسلام، وبذلك انتهت فترة حكم ابن ثنيان، الذي توفي بعد شهر من استسامه في السجن سنة 1259 هـ/ 1843 م، وكان هذا التاريخ هو بداية حكم الإمام فيصل بن تركي في فترته الثانية.
أهم أعمال الإمام فيصل في فترة حكمه الثانية في الدولة السعودية الثانية:
إنَّ أول ما فكر فيه الإمام هو إعادة توحيد الباد، فعندما انتهى حكم عبدالله بن ثنيان كانت نجد قد دخلت في سيادة الإمام فيصل حيث أتته الوفود مبايعة بعدما سيطر على الرياض.
فقام الإمام فيصل بتوجيه خطاب عام للرعية، كما فعل في فترة حكمه الأولى، وبعد إتمام توحيد نجد اتجه نحو شرق الجزيرة العربية لأهميتها الإستراتيجية والاقتصادية، وقد بادرت الأحساء فقدمت الطاعة بعدما أرسل الإمام إليها عبدالله بن بتال أميرًا، ومن دون معارضة، وبعد ضم الأحساء خضعت المناطق المحيطة بها للدولة السعودية.
المشكلات الي واجهت الإمام فيصل بن تركي في فترة حكمه الثانية:
واجه الإمام مشكلة إخضاع البادية، خصوصاً بعض القبائل التي قامت بالاعتداء على قوافل الحجاج، وهذا العمل يعتبر إخالاً بالأمن وتحدياً لسلطة الدولة، فكرّس الإمام جهوده للقضاء على مثل هذه الأعمال، وتوجه بنفسه على رأس قواته لتأديب تلك القبائل.
وفاة الإمام فيصل بن تركي:
بعد حياة مليئة بالأحداث، والبطولة في سبيل توحيد البلاد توفي الإمام فيصل بن تركي – رحمه الله – سنة 1282 هـ/ 1866 م.
نهاية الدولة السعودية الثانية
النزاع بين أبناء الإمام فيصل بن تركي ونهاية الدولة السعودية الثانية:
يمكننا القول بأن بداية النهاية للدولة السعودية الثانية، كانت بوفاة الإمام فيصل، وكان له أربعة أبناء، هم: عبدالله وسعود ومحمد وعبدالرحمن. الابن الأكبر وهو عبدالله، وقد بويع بالحكم بعد وفاة والده، إلا أن أخاه الإمام سعود لم يقبل بذلك وقام ضده، وقد استفاد من هذا الصراع عدة قوى سياسية منها آل رشيد في حائل والدولة العثمانية والتي استطاعت اقتطاع الأحساء من الدولة السعودية الثانية.
وبعد مرور حوالي عام من حكم الإمام عبدالله بن فيصل قام أخوه الإمام سعود بالتحرك ضدّه ليتولى السلطة. وقد وقف العلماء إلى جانب الإمام عبدالله بحكم أنه الوريث الشرعي والساعد الأيمن لوالده، إضافة إلى خبرته في قيادة الجيوش وإدارة شؤون الدولة، كما أن البيعة قد تمّت له بعد وفاة والده.
عندما ثار الإمام سعود على أخيه الإمام عبدالله، كان يبحث عن قوى مساعدة له إضافة إلى قبيلة العجمان التي وقفت معه، فاتجه نحو إلى آل عائض في عسير، ولكنهم لم يستجيبوا له، بعد ذلك اتجه إلى نجران طالباً الدعم فوجد تجاوباً من حاكم نجران.
انطلق بعد ذلك الإمام سعود من نجران نحو وادي الدواسر، وفي المقابل كان الإمام عبدالله يرقب تحركات أخيه الإمام سعود، فجهز جيشاً بقيادة أخيه الأمير محمد، وتقابل الجيشان في موقعة المعتا سنة 1283 هـ/ 1866 م، وجرت معركة انتصر فيها الأمير محمد على أخيه الإمام سعود، وجُرح الإمام سعود في الموقعة، وقتل كثير من أتباعه.
لم تكن هذه الموقعة نهاية المطاف، بل إنه بمجرد أن تماثل الإمام سعود للشفاء من جراحه – حن إقامته لدى قبائل آل مرة- توجه إلى مناطق جديدة لكسب التأييد والأنصار في الخليج العربي، وبالفعل قام بمهاجمة البرّ القطري التابع للإمام عبدالله، لكن الأهالي صدوا الهجوم وهزموا الإمام سعود، وكانت هزيمته الثانية.
لكن هذه الهزيمة لم تثنه، بل واصل اتصالاته بالمناطق الشرقية من الجزيرة العربية، عندما أحس بالقوة هجم على ميناء العقير واستولى عليه بعدما أمّن السفن والقوة البشرية من البحرين، ثم توجه إلى الهفوف وحاصرها واضطر إلى أن يرفع الحصار لمواجهة الجيش الذي أرسله الإمام عبدالله بقيادة أخيه الأمير محمد مرة أخرى، وتقابل الجيشان في موقعة بئر جودة سنة 1287 ه/ 1870 م، وهذه الموقعة كانت منعطفاً في سير أحداث الصراع بن الأخوين، لأن قوات الإمام سعود قامت بأسر قائد الجيش الأمير محمد بن فيصل، واستولت على بقية البلدان الشرقية، بعد هزيمة جيش الإمام عبدالله، وقد كسب الإمام سعود بهذا الانتصار أرضيّة صلبة في صراعه مع أخيه الإمام عبدالله.
بعد ذلك دب اليأس في نفس الإمام عبدالله، وبدأ الاستعداد للرحيل من الرياض، متجهاً نحو جبل شمّر، وفي طريقه حاول كسب زعماء المنطقة إلى جانبه لكنه لم يجد استجابة، وبعد أن أدرك فشله رأى أن يتجه إلى الوالي العثماني في بغداد لمحاولة إيقاف زحف الإمام سعود.
الأوضاع في الرياض بعد رحيل الإمام عبدالله:
أصبحت الرياض خالية من الحكم في تلك الفترة، لكن الإمام عبدالله عندما علم بموقف العثمانين، وأنهم سيقفون إلى جانبه استطاع أن يعود إلى الرياض، والإمام سعود كان قد توجه إلى الرياض، ولكنه قرر أن يتوقف عندما علم بعودة أخيه الإمام عبدالله ليرتب أموره، لكنه صمم في النهاية على اقتحام الرياض، وغادر عبدالله الرياض، ودخلها سعود وأخذ البيعة من أهلها سنة 1288 هـ/ 1871 م.
بعد ذلك جَهّز الوالي العثماني في بغداد مدحت باشا حملة على شرق الجزيرة العربية بقيادة نافذ باشا، ولم يكن الهدف مساعدة الإمام عبدالله فحسب، وإنما كان للدولة العثمانية هدف إستراتيجي وهو السيطرة على الأحساء، واستطاعت حملة والي بغداد دخول الأحساء واستولت عليها ولم تترك أي مكاسب تذكر لإمام عبدالله بن فيصل، وكل ما قامت به هو ضم مناطق الأحساء للدولة العثمانية.
بعد ذلك استقرت الأمور للإمام عبدالله بن فيصل بعد صراعه مع أخيه سعود الذي توفي في سنة 1291 هـ/ 1857 م، بعد مرحلة من الصراع مع أخيه عبدالله.
بروز قوة آل رشيد في حائل وسقوط الدولة السعودية الثانية 1309 هـ/ 1891 م:
استقر الأمر في حائل لمحمد بن عبدالله آل رشيد سنة 1289 هـ/ 1855 م، وكان أول اصطدام بن الإمام عبدالله بن فيصل ومحمد بن رشيد سنة 1293 هـ/ 1895 م، بسبب وقوف محمد بن رشيد إلى جانب أحد أطراف النزاع في مناطق القصيم حسن بن مهنا في بريدة الذي اتصل بمحمد بن رشيد لطلب المساعدة ضد خصومه من آل أبوعليان، فوجد محمد بن رشيد الفرصة للبروز وإظهار قوته من خال مساعدة آل مهنا، وقاموا بالهجوم على بعض المناطق النجدية التابعة للإمام عبدالله بن فيصل،
وفي عام 1299 هـ/ 1881 م، جهز الإمام عبدالله جيشاً ضد المجمعة التي انضمت إلى تحالف آل رشيد وآل مهنا، وهب المتحالفان إلى نجدة حلفائهم مما أدى إلى فك الحصار عن المجمعة من قبل عبدالله بن فيصل الذي عاد إلى الرياض، ودارت عدة معارك بن الطرفن من أشهرها موقعة أم العصافير 1302 هـ/ 1883 م، وقد دارت مفاوضات بن الإمام عبدالله ومحمد بن رشيد، حاول فيها الإمام عبدالله أن يقنع ابن رشيد بأن يكف عن تحركاته، لكن الوضع القائم في الصراع بن أبناء الإمام كان مغرياً لابن رشيد للعودة لتحركاته ضد الدولة السعودية الثانية.
وظل محمد بن رشيد يتحن الفرصة حتى أتى الوقت الذي قرر فيه التوجه نحو الرياض ليخضعها مدعياً أنه سيقف إلى جانب الدولة السعودية، وعند وصوله جرت محاولات من الإمام عبدالرحمن بن فيصل لصد ابن رشيد الذي حاصر الرياض، ولكن في النهاية أجبر الإمام عبدالرحمن بن فيصل على مغادرة الرياض والتوجه إلى البادية وخاصة شرق الجزيزة العربية والاستقرار بعد ذلك في الكويت سنة 1310 هـ/ 1891 م.