لقب خادم الحرمين الشريفين يستبدل لقب صاحب الجلالة.

لقد استهل الملك فهد ولايته لأمر البلاد بزيارة لبيت الله الحرام والطواف به وكانت من أولى اهتماماته وهاجسه الدائم توسعة الحرمين الشريفين ليستوعبا أكبر عدد من المصلين وكي ينعم الحجاج والمعتمرون والزوار والمصلون بالراحة والأمن والاستقرار، وانطلاقاً من الرغبة العارمة في خدمة الحرمين الشريفين جاء قراره التاريخي التخلي عن كل الألقاب واختيار لقب “خادم الحرمين الشريفين”، وقد أعلن رسمياً في 24 صفر عام 1407هـ الموافق 27 أكتوبر عام 1986م استبدال لقب صاحب الجلالة بلقب: “خادم الحرمين الشريفين”.

يعتبر الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» أول من اتخذ لقب «خادم الحرمين الشريفين» رسميا في الحكم السعودي على امتداده في المراحل الثلاث. ويرجع تاريخ استبدال لقب «صاحب الجلالة» بـ «خـادم الحرمين الشريفين» رسميا، إلى الخطاب الذي ألقاه الملك فهد «رحمه الله في الرابع والعشرون من شهر صفر عام 1407هـ في حفل افتتاح تلفزيون المدينة المنورة، وطلب فيه تغيير لقب صاحب الجلالة.

وقد بين الملك فهد للقريبين منه أنه لا يفضل لقب صاحب الجلالة، لأن صاحب الجلاله هو الله. وأوضح لهم أنه يرغب باللقب الجديد «خادم الحرمين الشريفين». ثم طلب من وزير الإعلام حينها تجهيز صيغة للخطاب والكتاب والجواب وكيفية استخدام اللقب وتطبيقه على المطبوعات والمراسلات الرسمية.

وقال الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» في خطابه: «أعبر لكم عن رغبة ملحة تخامرني باستبدال مسمى صاحب الجلالة بلقب أحبه ويشرفني أن أحمله هو خادم الحرمين الشريفين، وسوف يعتمد هذا رسميا منذ الآن».

في ذلك الحفل قال الملك فهد أنه أسم أحبه وأرغبه وأريد أن يكون هذا هو اللقب الرسمي في الخطاب والجواب ودوا التصفيق في الحفل على مدى دقائق، وسمعه العالم كله وأستقبله بالترحاب والشكر والدعاء له بأن يبقيه المولى عز وجل عز وذخر للإسلام والمسلمين وللأمة العربية جمعاً هذه حقيقة موضوع اللقب.

بعد وفاة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – في الأول من أغسطس عام 2005 -، وبعد مبايعة الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد آنذاك ملكاً للمملكة العربية السعودية تمسك الملك عبد الله بن عبد العزيز بنفس اللقب. وقد لقب الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بذات اللقب بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.