لقب ملك المملكة العربية السعودية يكون لقب الملك عبد العزيز آل سعود بعد ان وحد مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها في مملكة واحدة عام 1932. فعلى أثر القضاء على ثورة ابن رفادة، وفتنة الأدارسة، وما أذيع أنها من تدبیر حزب الأحرار الحجازي. رأى بعض الوجهاء والأعيان ضرورة قطع الطريق على الفتن، التي تظهر بسبب التفرقة بين الحجاز ونجد. فأبرقوا إلى الملك عبدالعزيز، يعرضون رغبتهم في أن يكون اسم الدولة (المملكة العربية السعودية)، بدلا من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها)، ليعبر هذا الاسم عن معنى توحيد البلاد.

فرحب الملك بذلك.وأصدر مرسوما ملكيا بالرقم 2716، في 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، يقضي بتحويل اسم الدولة إلى المملكة العربية السعودية، ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق للأول من الميزان /ويقابل يوم 23 سبتمبر 1932م .

إن الحوادث الأخيرة التي حدثت على الحدود الشمالية، والتي ظهر فيها تضامن الشعب الحجازي والشعب النجدي بأجل معانيه، فقاموا جميعا قيام رجل واحد بالذب عن حمى أوطانهم، والذود عن حوضهم، يدافعون ويناضلون ويرسلون بسخطهم على المتسبب لا يقاد نار تلك الفتنة في هذا البلد المقدس الذي خرم فيه الإلحاد والظلم.

فكرة تعديل اسم المملكة العربية السعودية

إن تلك الحوادث قد نبهت أهل الحجاز ونجد وشخذت هممهم وجعلتهم يفكرون في كل طريق يؤدي إلى خيرهم ونفعهم، يفكرون في كل طريق يوصلهم إلى تحقيق أمانيهم وأماني العرب ويوصد في وجه كل مفسد وخائن أبواب ما يريد إحداثه من شقاق وتشاحن وتباغض في وقت العرب أحوج فيه إلى توحيد كلمتهم ولم شملهم، وشد أزرهم.

فلم تكد تصير تلك الحوادث في خبر كان، حتى قام الغيوريين من أبناء هذه الأمة يفكرون في أمر طالما خامر الأفكار، وطالما خفقت له القلوب أخذوا يفكرون في أن الحجاز ونجد شقيقين لا يفصل بينهما فاصل، متحدين في المبدأ والغاية. ورأوا أن اسم “مملكة نجد والحجاز وملحقاتها” اسم لا يعبر عن الوحدة العنصرية والحكومة الشعبية الواجب إظهارها فيها ولا يدل إلى على مسميات لأصقاع جغرافية البعض الأقطار، وأنه لا يوجد أي سبب لهذا الانقسام، مع كون الملك واحد والعقيدة واحدة، كما أنهم أخذوا يفكرون في ضرورة وضع نظام للحكم وتوارث العرش، ليكون الأساس الذي تسير عليه هذه المملكة ثابت وقوي وأن ذلك ضروري للأمة التي تريد أن تكون قوية الجانب شديدة الشكيمة.

عقد الاجتماعات لبحث الاسم الجديد للمملكة العربية السعودية

ثم رأوا أن أحسن وقت لتحقيق هذه الأمنية هو هذا الوقت الذي ظهر فيه التضامن بأجلى معانيه فعقدت عدة اجتماعات في منزل عدة اجتماعات في منزل الشيخ عبدالله الفضل في بلدة الطائف حضرها كل من الذوات الآتية أسماؤهم:

محمد شرف عدنان، صالح شطا، عبدالله الشيبي، فؤاد حمزه، محمد شرف رضا، مهدي القلعلي، عبدالوهاب نائب الحرم، إبراهيم الفضل، محمد عبدالقادر مغيربي، رشيد الناصر، أحمد باناجه، عبدالله الفضل، خالد أبو الوليد القرفني، حامد رويحي، حسين باسلامة، محمد صالح نصيف، عبدالوهاب عطار، وتذكروا فيما بينهم في الخصوص السابق، وبعد اجتماعات عديدة اتفق رأيهم على رفع التماس لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بالطلب المتقدم، والإبراق إلى عموم إخوانهم في أنحاء المملكة بطلب مشاطرتهم ومساعدتهم في تحقيق تلك الأمنية.

نشر الفكرة في الوطنيين

وما كادت تلك البرقيات تصل إلى سائر مدن الحجاز حتى سرى خبرها في الوطنيين سريان الكهرباء، فهبت الأمة بأجمعها لعقد الاجتماعات وبعد مباحثات طويلة طويلة قر رأيهم على مشاطرة إخوانهم في فكرتهم، ورفع برقيات التماس واستعطاف إلى جلالة الملك لتحقيق ذلك الطلب، حتى زاد عدد البرقيات التي رفعت في أنحاء المملكة على السبعمائة وكلها تحمل تواقيع عديدة، وقد نشرنا بعضها في العدد الماضي، ونشرنا الآن قسما منها في مكان آخر.

تحقيق الأمنية توحيد المملكة العربية السعودية

وصلت تلك البرقيات إلى جلالة الملك حفظه الله ورأى ما تحمل من غايات شريفة وإخلاص وولاء فوافق جلالته على طلب الشعب وتوحيد المملكة وتسميتها بالمملكة العربية السعودية) ووضع نظام للحكم وتوارث العرش وأصدر أمره الملوكي بذلك.

لم يكن قرار تعديل مسمى “المملكة العربية السعودية” من “المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها” قرارًا انفرد به الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، بل جاء ذلك وفقًا لما ذكره الأمر الملكي الذي أصدره الملك عبدالعزيز ونشرته الصحيفة الرسمية أم القرى يوم الجمعة الموافق 22 جمادى الأولى سنة 1351 هـ، بناء على ما رفع من البرقيات من كثير من المواطنين في مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها للملك المؤسس والذي حقق فيه طيب الله ثراه رغبة مطالب جميع رعاياه وحبًا في توحيد أجزاء هذه المملكة العربية.

وذكر الباحث في تاريخ السعودية عبدالله العمراني، أن البرقيات أرسلت من مواطني البلاد حاضرتها وباديتها إلى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يلتمسون فيه تعديل مسمى الدولة إلى المملكة العربية السعودية. مرفق صور للبرقيات.

(ملحق نص مرسوم توحيد المملكة العربية السعودية)

أمر ملكي

رقم (2716) في 17/5/1351هـ

بعد الاعتماد على الله وبناء على ما ترفع من البرقيات من كافة رعايانا في مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها ونزولا على رغبة الرأي العام في بلادنا وحبا في توحيد أجزاء هذه المملكة العربية أمرنا بما هو آت:

المادة الأولى: يحول اسم “المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها” إلى اسم “المملكة العربية السعودية” ويصبح لقبنا بعد الآن “ملك المملكة العربية السعودية”.

المادة الثانية: يجري مفعول هذا التحويل اعتبارا من تاريخ إعلانه.

المادة الثالثة: لا يكون لهذا التحويل أي تأثير على المعاهدات والاتفاقات والالتزامات الدولية التي تبقى على قيمتها ومفعولها وكذلك لا يكون له تأثير على المقاولات والعقود الإفرادية بل تظل نافذة.

المادة الرابعة: سائر النظامات والتعليمات والأوامر السابقة والصادرة من قبلنا تظل نافذة المفعول بعد هذا التحويل.

المادة الخامسة: تظل تشكيلات حكومتنا الحاضرة سواء في الحجاز ونجد وملحقاتها على حالها مؤقتا إلى أن يتم رفع تشكيلات جديدة للمملكة كلها على أساس التوحيد الجديد.

المادة السادسة: على مجلس وكلائنا أن يضم إلى أعضاء مجلس الوكلاء أي فرد أو أفراد من ذوي الرأي حين وضع الأنظمة السالفة الذكر للاستفادة من آرائهم والاستنارة بمعلوماتهم.

المادة السابعة: إننا نختار يوم الخميس الواقع في 21 جمادى الأولى سنة 1351 الموافق لليوم الأول من الميزان يوما لإعلان توحيد هذه المملكة العربية نسأل الله التوفيق.

صدر في قصرنا في الرياض في هذا اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1351هـ.

(التوقيع) عبدالعزيز

بأمر جلالة الملك

نائب جلالته

فيصل