الملك عبد العزيز يعين الأمير سعود ولي العهد. وبهذا يكون الأمير سعود بن عبد العزيز أول من يعين في هذا المنصب في تاريخ المملكة العربية السعودية، الدولة السعودية الثالثة.

والأمير سعود بن عبدالعزيز هو الابن الثاني من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته وضحى بنت محمد العريعر وهو أكبر أبناء الملك عبد العزيز حينها، وبرزت قدرات الملك سعود القيادية والعسكرية والإنسانية، عهد إليه بولاية العهد ليصبح سنده وساعده الأيمن في بيعة شعبية في الحرم المكي الشريف، وذلك تزامنا مع بدايات عصر النفط ومتطلبات بناء الدولة الحديثة مما مهد له الطريق كملك لإنشاء البنية التحتية الصلبة للدولة وتأسيس المؤسسات الرسمية التي تتفق ومتطلبات الدولة الحديثة بأهدافها الوطنية الطموحة والبرامج التنموية المدروسة المحققة لتلك الأهداف خلال فترة متغيرات دولية عاصفة دافع فيها عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية لإيمانه بوحدة الصف العربي والإسلامي.

وبعد توحيد معظم أراضي شبه الجزيرة تحت حكم الملك عبد العزيز وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها تبع ذلك الإعداد لإعلانه ولاية العهد لابنه الأكبر بعد أن رأى أنه استوفى كل الأوصاف الشرعية الواجب توفرها بعد أن أثبتت الأحداث دوره القيادي فيها، فقام بترشيحه للمنصب وأقر هذا الترشيح بالإجماع من أفراد العائلة والمشايخ وعلماء الدين.
وصدر مرسوم تعيينه وليًا للعهد في 11 مايو 1933.

فبانتهاء حركة الإخوان والقضاء على مقاومتهم، قرر الملك عبد العزيز التحضير لإعطاء صفة شرعية لبلاده وحكمه، فبدأ بتوحيد اسم البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية «لكل الأجزاء التي وحدها وإعلان ذلك في 17جمادى الأولى عام 1351هـ – أيلول 1932م)، ثم تبع هذه الخطوة الموافقة على قرار مجلس الشورى والوكلاء بولاية العهد لابنه الأكبر بعد أن أثبتت الأحداث دوره القيادي فيها، ومعالجته الحكيمة والشُجَاعة للأحداث، فأصبح جديراً بأن يكون خليفته الرسمي لاستلام زمام الأمر من يديه عند اللزوم، ومواصلة جهاده وكفاحه لتحقيق وحدة صف الأمة والنهوض بها على المنهج والخطة التي رسمها، فرشحه لولاية العهد، وتم الإقرار عليها بالإجماع من أفراد العائلة والمشايخ والعلماء وأبناء الشعب، ونَشَرَتْ أم القرى في 25-5-1931م مقالاً عن الاستعدادات التي بدأت لإتمام مراسم البيعة للأمير سعود، والدور البارز الذي قام به الأمير محمد بن عبد الرحمن في الإعداد لهذه المراسم، تلاها إصدار الملك عبد العزيز -رحمه الله- مرسوماً ملكياً من مجلس الشورى بجده بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد، وذلك في 11 مايو 1933م ، وطلب من جميع أفراد الأسرة وأعيان مناطق المملكة وشيوخ القبائل بالمبايعة كذلك، وكان الأمير سعود حينذاك في الرياض، وتمت المبايعة في مكة في الحرم الشريف.