مبايعة الملك سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية على إثر وفاة الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية في طورها الثالث.

وقد أذاع الديوان الملكي العالي ما يلي: “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. سبحان الحي الذي لا يموت.. ننعي إلى العالمين العربي والإسلامي والأسى بوفاة حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ملك المملكة العربية السعودية فقد توفاة الله في الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم الأثنين 2 ربيع الأول سنة 1373 الموافق 9 نوفمبر 1953 على اثر مرض الزمه الفراش مدة شهر. تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون”.

كما نشر الديوان الملكي هذا البيان وجاء فيه ما يلي: “على إثر وفاة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية رحمه الله والتفاف أفراد الأسرة الحاكمة حول كفنه، وخرجوا من عنده، وقاموا وبايعوا حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز المعظم ملكاً على البلاد العربية السعودية على طاعة الله ورسوله والسمع والطاعة، فنودي بحضرة صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية”.

وبعد ذلك توافدت الوفود معزين في وفاة الملك عبد العزيز ومعلنين مبايعة الملك سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية.

يذكر أنه كانت أول المهام السياسية التي أوكلت للأمير سعود هي سفرته إلى قطر، في سنة 1334 هجري الموافق 1915ميلادي بعد معركة كنزان، حيث كان يبلغ الثالثة عشر من عمره ويقود الوفد باسم والده لحل بعض المشكلات المتعلقة بأطراف معركة كنزان ولبدء صفحة جديدة من العلاقات السعودية القطرية، ونجح في إتمام هذه المهمة، حيث اكتسب الخبرة اللازمة في المحادثات السياسية وبدأ يتدرج في توليه للمهام العسكرية والسياسية والإدارية من ذلك الوقت.

بعد نجاحه في مهمته الأولى، أصبح الأمير أمام الأحداث التي حدثت في وقت حكم والده، فبدأ الدخول معه في عدد من المعارك وكانت معركة جراب أول هذه المهام حيث لا تشير المصادر إلى دوره الفعال في هذه المعركة ولكن كان مرافقاً مع والده وأخيه تركي وشهد كيف تُدار المعارك وكيف يخطط لها كعمل ميداني، حيث وقعت جراب بالقرب من الزلفي ضد أمير إمارة جبل شمر سعود الرشيد عام 1333هـجري الموافق 1915ميلادي.

طلب منه والده ومن تركي أخيه العودة إلى الرياض، بصحبة أخيهما الأصغر محمد بعد أن أوكل الملك عبد العزيز الأمير تركي على القصيم ليقوم في حمايتها من هجمات ابن رشيد في ذلك الحين، تحرك الملك عبد العزيز وابنه سعود لمواجهة ابن رشيد في معركة ياطب، حيث دارت هذه المعركة سنة 1336هجري الموافق 1918 ميلادي وكان النصر حليف الملك عبد العزيز. وأظهر سعود مع أخيه تركي الأول شجاعة فائقة رغم صغر سنهما، ولم يدم الفرح بالانتصار كثيراَ بسبب نهوض ابن رشيد مرةً أخرى.

قام ابن رشيد في نقض العهد، فما كان من الملك عبد العزيز إلا أن يرسل حملة تأديبية له بقيادة ابنيه سعود وتركي لقتاله ولكن ابن رشيد تراجع عن قراره وعاد إلى حائل. وأيضاً شارك الأمير سعود بقيادة جيش لرد اعتداءات القبائل الموالية لأسرة آل رشيد في معركة وادي الشعيبة، سنة 1337هجري الموافق 1918ميلادي قرب حائل وكانت الخطة هي الهجوم على حائل، ولكن كان الأمير سعود لديه رأي مختلف واكتفى بما حصل عليه من انتصارات على القبائل لشدة الحرارة، وجفاف الأرض وأن جيشه غير مزود بمدفعية تسهل عملية دخول حائل.

وشارك الأمير سعود في الحملة التأديبية بعد معركة تربة لتأديب المتمردين من قبائل عتيبة تحت زعامة الخلاص من مشايخ عتيبة الموالين لشريف مكة حسين بن علي الهاشمي، وذلك في مكان يسمى شرمه قرب مناهل الدفينة. وقد رافقه في هذه الغزوة ابن ربيعان وابن محيا وآخرون من كبار قبيلة عتيبة كما رافقه الشريف منصور بن غالب بن لؤي والأميران سلمان وسعود بن عبد الله من آل سعود. وقد انتصر سعود عليهم في مناهل الدفينة في أواخر رمضان عام 1338 هـجري الموافق 1919، وبعد تشتتهم لاحقهم للمرة الثانية بين الحجاز ونجد، وأسر عدداً كبيراً من زعمائهم قبل العودة إلى الرياض.