يعود نسب آل سعود إلى قبيلة بني حنيفة الذين أسسوا دولتهم الأولى منذ ماقبل الإسلام في وادي العرض المعروف بوادي حنيفة نسبةً إلى حنيفة بن لجيم والتي تعود في أصلها إلى بكر بن وائل، وقد عُرف عن بني حنيفة خروجهم من الحجاز وعالية نجد إلى بلاد اليمامة الذي يسمى حالياً بوادي حنيفة. وقد اعتنق بنو حنيفة الإسلام وكان منهم رواة للحديث ومجاهدون في سبيل الله، وقد كان محمد بن سعود المؤسس للسعودية الأولى وهو أول من لُقّب بالإمام من سلالة آل سعود، وقاد البلاد إلى مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة حيث نجح في تأسيس دولة واسعة النفوذ، وهي المملكة العربية السعودية.

يورد المؤرخون قصة طويلة لقدوم بني حنيفة إلى اليمامة مفادها أنه: (خَرَجَتْ بنو حنيفة بن لُجَيم بن صَعْب بن علي بن بكر بن وائل يتبعون الريف ويرتادون الكلأ، حتى قاربوا اليمامة على السمت الذي كانت عبدالقيس سلكته لما قدمت البحرين، فخرج عُبَيْد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة منتجعًا بأهله وماله، يتبع مواقع القطر، حتى هجم على اليمامة، فنـزل موضعاً يقال له قاراتُ الحُبَل، وهو من حَجْر على يوم وليلة، فأقام بها أياماً، ومعه جارٌ من اليمن من سعد العشيرة، ثم من بني زُبَيْد، فخرج راعي عبَيْد حتى أتى قاع حَجْرٍ، فرأى القصور والنخل، وأرضاً عرف أنَّ لها شأناً، وهي التي كانت لطَسْم وجَدِيس فبادوا في اليمامة، فرجع الراعي حتى أتى عبيداً، فقال: والله إني رأيت آطاماً طوالاً، وأشجاراً حِسَاناً هذا حملها، وأتى بالتمر معه مما وجده منتثراً تحت النخل، فتناول منه عبيد وأكل، وقال: هذا والله طعام طيب! وأصبح فأمر بجزور فنحرت، ثم قال لبنيه وغلمانه: اجتزروا حتى آتيكم، وركب فرسه، وأردف الغلام خلفه، وأخذ رمحه حتى أتى حَجْراً، فلما رآها لم يَحُلْ عنها، وعرف أنها أرضٌ لها شأن، فوضع رمحه في الأرض، ثم دفع الفرس، واحتجر ثلاثين قصراً وثلاثين حديقة، وسماها حَجْراً، وكانت تسمى اليمامة، ثم ركز رمحه في وسطها، ورجع إلى أهله، فاحتملهم حتى أنزلهم بها. وتسامعَت بنو حنيفة ومن كان معهم من بكر بن وائل بما أصاب عُبَيد بن ثعلبة فأقبلوا، فنـزلوا قُرَى اليمامة)

نسب آل سعود احدى المخطوطات التي تبين نسب الأسرة المالكة حيث جاء عن نسب الإمام سعود بن عبدالعزيز المتوفي سنة 1229ه ما نصه: سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن ابراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة الوائلي الربعي اليزيدي من آل يزيد بني حنيفة.

يظهر في الصورة احدى المخطوطات التي تبين نسب الأسرة المالكة حيث جاء عن نسب الإمام سعود بن عبدالعزيز المتوفي سنة 1229ه ما نصه: سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن ابراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة الوائلي الربعي اليزيدي من آل يزيد بني حنيفة.

نسب آل سعود ينحدر إلى بني حنيفة البكرية الوائلية من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان كانوا يسكنون في وادي حنيفة في نجد والحجاز.

ارتبط تاريخ قيام الدولة السعودية الأولى من مدينة الدرعية فقد انتقل جدهم مانع المريدي بأسرته إلى منطقة العارض في نجد بدعوة من ابن عمه ابن درع الذي منحهم منطقتي المليبيد وغصيبة، فاستقر فيها مانع مع أسرته وأنشأ فيهما بلدة الدرعية واستمر أسلاف آل سعود في حكمها حتى عام 1446م إلى أن تولى إمارتها سعود بن محمد بن مقرن في عام 1720م الذي تعود أصل آل سعود إليه وسميت بإسمه.

هل يرجع آل سعود إلى عنزة؟

أكد الدكتور أحمد البسام وهو الباحث في التاريخ بان أصل آل سعود لا يعود إلى عنزة لذا فهم ليسوا من عنوز، وإن مما يدور في ذهن الأشخاص بأن أصل آل سعود من عنزة هو أن جد آل سعود هو جديلة بن أسد أخو عنزة بن أسد الذي يجمعهم جد واحد هو ربيعة، وبذلك فإن عنزة هم أبناء عمومتهم. ولذلك اشتبه بأن آل سعود من عنزة باعتبارهم أبناء عمومة لبني حنيفة وهذا بسبب تداخل بين العائلات.

لا يرجع نسب آل سعود إلى عنزة بل ينحدر أصلهم إلى بني حنيفة من بكر ابن وائل كما يقول عبد الله بن عبد المحسن التركي في كتابه “الملك عبد العزيز آل سعود أمة في رجل” بأنه في القرن الخامس عشر الميلادي انتقل مانع بن ربيعة المريدي، جد آل سعود، بأسرته من مكان قرب القطيف إلى وادي حنيفة بدعوة من ابن عمه ابن درع حيث منازل قبيلته، وهي إحدى قبائل ربيعة القديمة في المنطقة، وكانت تحكم حواضر المنطقة الواقعة على ضفاف وادي حنيفة. ويستمد آل سعود تسميتهم من اسم جدهم سعود بن محمد بن مقرن الذي حكم بلدة الدرعية في عام 1720م.

أدى تداخل بين العائلات نتيجة القرابة والتزاوج إلى نسب أصل آل سعود إلى قبيلة عنزة الذين هم أبناء عمومتهم، لكن في الحقيقة يرجع أصل آل سعود إلى بني حنيفة استوطنوا في وادي اليمامة.

كتاب نسب آل سعود

صدر عن مركز توثيق تاريخ الأسرة المالكة التابع لدارة الملك عبدالعزيز بالرياض كتاب (نسب آل سعود) لمؤلفَيه: فائز بن موسى البدراني، وراشد بن محمد بن عساكر.

يتناول الكتاب نسب آل سعود وجميع الأقوال في نسبهم ويرجح الكتاب بالأدلة نسب سعود إلى بني حنيفة من بكر بن وائل، ويتناول الكتاب جميع الأقوال الأخرى التي تنسبهم إلى أنساب أخرى ويفندها، ويتحقق الكتاب في المناطق التي سكنها آل سعود من العصر الجاهلي في وادي حنيفة وحتى قيام الدولة السعودية.

يقع الكتاب في 195 صفحة من القطع المتوسط، ويفصّل الحديث حول نسب آل سعود، ويشير إلى اختلاف المصادر التاريخية في ذكر نسب هذه الأسرة الكريمة، فمنها مصادر نسبتها إلى بني حنيفة من بني بكر بن وائل، أو إلى وائل مباشرة، أو إلى المصاليخ من عنزة، أو إلى عنزة مباشرة، أو إلى ربيعة. ويشير الكتاب إلى الراجح من هذه الأقوال، وهو نسبة هذه الأسرة إلى بني حنيفة من بكر بن وائل، مؤيداً ذلك بعدد كبير من الأدلة القاطعة.احتوى الكتاب على تقديم للدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، ومقدمة للمؤلفَين، وفصلَين وخاتمة، وملحق للوثائق، وثبت بالمصادر والمراجع وكشاف عام.ضم الفصل الأول (مدخل تمهيدي) أربعة مباحث، هي (بنو حنيفة ونسبهم وديارهم وبكر بن وائل وأهم بطونها، واستطرد في قبائل عنزة بن أسد، وأشهر أسر بني حنيفة في هذا العصر). وشمل الفصل الثاني (نسب آل سعود في المصادر التاريخية).وهو كتاب قيم؛ جدير بالقراءة، وحافل بالفوائد التاريخية.

كتاب نسب آل سعود